مرحبا بأى مذيعة غير محجبة بشرط أن تكون متميزة..
سعيد توفيق مالك قناة الشباب: لا مكان للشيخ الملتحى على شاشتنا
قرر مدرس الرياضيات الشاب أن يغير حياته العادية من حصص الرياضيات والنمط الوظيفى إلى عالم البزنس والفضائيات، فبعد 5 سنوات من عمله بمهنة التدريس دفع كل ما يملكه ليحصل على الحكم التاريخى بالنسبة له وينطق القاضى بكلمة «أنت مرفود» ليبدأ حياته من جديد، وكانت قناة الناس محطته الأولى فى علاقته بالفضائيات، وحقق فيها أكثر مما حلم به من مال وشهرة، واعتبر قناة التحرير مفترق الطرق تلائم المرحلة الثورية التى تعيشها مصر، وأخيرا قناة الشباب التى تعد نقلة نوعية فى مشواره الإعلامى يعتبرها الدكتور سعيد توفيق المالك الجديد للقناة تجربة لا يستهان به.
12 عاما كانت نقطة فارقة فى حياة رجل البزنس المعروف سعيد توفيق امتزجت فيها الرؤية الاقتصادية والعلم الذى حصل عليه من خلال رسالة الدكتوراه، التى ناقش فيها الإدارة المالية من منظور إسلامى ليبدأ صفحته الجديدة، وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 بقناة يملؤها التفاؤل والأمل وهى قناة الشباب.
ما بين البزنس والإعلام نقاط تلاقٍ كثيرة كيف تصنف نفسك بين المجالين؟
- أنا إنسان بسيط جدا تخرجت فى كلية التربية قسم رياضيات 1993 وعملت كمدرس ثانوى، وبعدها بـ5 سنوات قررت أن أخوض تجربة البزنس الحر، فرفعت قضية على وزارة التربية والتعليم لأحصل على استمارة 6، وأعمل أول سجل تجارى عام 1998، وأبدأ عملى الحر بميزانية قدرها 66 ألف جنيه عام 1999.
وجاءت نقطة تحولى للإعلام والفضائيات بالصدفة، عندما عقدت صفقة مع شركة «يونايتد جروب، ونيو توب» أول تى فى شوب فى مصر عام 2003، وكانت عبارة عن صفقة تصنيع عبايات، وحققت أرباحاً طائلة حتى تشبع السوق بالمنتج ودخل السوق كل من هب ودب، ووقتها فسخت شركة يونايتد جروب العقد معى، وقررت أن أعلن عن منتجى فى قناة الناس الملتزمة، لأننى لا أحب أن أعلن عن منتجاتى فى قنوات الأغانى والأفلام، ومن هنا بدأت شراكتى فى الفضائيات بشريك إعلانى فى قناة الناس لأحصل على حق الإعلان حصريا لمدة ثلاث سنوات من 2006 وحتى 2008.
ما معيار النجاح بالنسبة لك.. وهل التنقل بين القنوات يضيف إلى رصيدك أم يأخذ منه؟
- النجاح له معيار واحد بلغة البزنس وهو الربح المادى، ولكن لى رؤية أضيفها لمذاق النجاح ألا وهى التأثير، وأرى أن التنقل بين القنوات يضيف إلى رصيدى ولا يأخذ منه.
فى بداية عام 2008 قررت الدخول فى شراكة مع أصحاب قناة الناس لنؤسس شركة مساهمة للإنتاج الإعلامى باسم «البراهين»، وتحولت الشراكة إلى 4 قنوات، وهى: الناس والحافظ والصحة والجمال والبركة وبعدها تم إغلاق البركة بقرار أمنى.
وكنت الممول الأساسى للقنوات، واستطعت أن أغير من أسلوب العمل سواء من خلال البنية الأساسية كتجهيز استوديوهات وشراء كاميرات ومعدات حديثة، وبعدها انفردت بقناة الناس فى نهاية عام 2008 مع إجراء بعض التعديلات المالية والإدارية إلا أننى أقدمت على بيعها بعد ذلك.
لماذا ابتعدت عن الساحة الإعلامية فى الفترة ما بين عامى 2009 و2011؟
- قررت بعد تجربة قناة الناس أخذ هدنة مع نفسى، والعودة إلى نهمى بالدراسة والاطلاع، وتفرغت للدراسة الأكاديمية والحصول على مزيد من الخبرات، وحصلت على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد الإسلامى، وكانت هذه الفترة بمثابة راحة من إرهاق نزيف الأفكار فى البزنس، واستعادة توازنى الأسرى والعائلى، وعندما عدت كانت عودتى قوية فى ميدان التحرير، حيث بدأت المفاوضات وقت الثورة لشراء قناة الشباب واشتريت %62 من أسهمها فى مارس 2011، وكانت وقتها قناة منوعات عادية، ولكنى نجحت فى أن أحولها إلى قناة دينية معتدلة كما أردت منذ زمن.
ما التحديات التى تواجهها القناة فى المرحلة القادمة بعدما انفردت بملكيتها؟
- حتى الآن لم أحقق ما رسمته فى خيالى لقناة الشباب، وأشعر أن أمامى تحديات كثيرة حتى أصل بالقناة لقناعاتى، وسوف أعتبرها الآن أهم تحدٍ لى فى المرحلة الحالية؛ فطموحى أن أدمج الإسلام فى السياسة، وأصل بما يعرف بالإسلام السياسى الليبرالى الذى يؤمن بالآخر ويتعامل معه، ونفسى أقدم الدين بأسلوب عصرى محترم يبنى المجتمع وينير العقول، وبعدها سأتفرغ للإعلام وأترك البزنس.
ما الجديد الذى سنراه فى قناة الشباب؟
- أريد أن يرى المشاهد اختلافا جذريا، وسأحارب لكى تصبح قناة الشباب لكل الشباب، بمعنى أن من يقدم البرامج يجب أن يكونوا من الشباب سواء رجالا أم نساء، والرسالة المستهدفة هى رسالة الإسلام الحر عن طريق اكتشاف نجوم جدد من الإعلاميين، وسنقدم الترفيه والدراما والخدمة والثقافة، وسنتخلص من شكل الشيخ الملتحى الذى لا نحتاج لأن نراه ويكفينا أن نسمعه، فالشيخ الملتحى مكانه إذاعة القرآن الكريم، وأرى أنه يمكن أن نستعين بمذيعة غير محجبة، بشرط أن تكون ليس لها مثيل وذات رؤية مختلفة تضيف للقناة وتكون لها بصمتها، وستجدون دراما هادفة على الشباب فأنا من أكثر المؤمنين بأن الدراما الهادفة تبنى المجتمع وتؤثر فيه.
وفى رمضان المقبل ستكون هناك مفاجأة فى القناة، وستصبح هناك فرصة لإنتاج برامج خاصة بالقناة وشراء برامج جاهزة، والحقيقة أن بداية التطوير كانت فى رمضان الماضى ورمضان القادم سنكون مختلفين.
وأتمنى أن أصل بقناة الشباب لمصاف القنوات العالمية مثل الـ«سى إن إن» أو قنوات الجزيرة أو قنوات روتانا، ورغم أن هذا الأمر يبدو صعبا لكنه ليس بمستحيل.
كانت لك وجهة نظر فى المرأة رأيناها بعمق فى برنامج علمتنى أمى فى رمضان الماضى على قناة الشباب وكنت مقدم برامج دينية من الطراز الأول.. فهل ترى نفسك فى تقديم البرامج؟
- قدمت 4 برامج مختلفة على 3 قنوات أولها «بورصة الإيمان»، حيث كنت أقدم رؤية اقتصادية إسلامية باعتبارى خبيرا اقتصاديا، وقدمت برنامج «فكرة» فى قناة الرحمة، وبرنامج «ورقة وقلم» فى قناة الشباب، وهو عبارة عن برنامج حوارى سياسى، وأخيرا «علمتنى أمى» فى رمضان على قناة الشباب، وكنت مختلفا حيث شعرت وقتها أننى أجد سعيد توفيق كما أحب أن أراه يعلِّم الدين بسماحته وسموه وقيمه فى شكل بسيط، وتمنيت أن أتفرغ لمثل هذه النوعية من البرامج، لكننى سأؤجل هذه الخطوة حتى أحقق كل طموحاتى فى قناة الشباب